
يمكنك مشاهدة القمر ليلاً في السماء و ربما لفت انتباهك بأنه يحيط بك في كل مكان، فهو ينتظرك خارج المنزل، و يقوم بمتابعتك اينما ذهبت، حتي ولو اسرعت في خطواتك او اخترت الركض.
لكن هل يراقبك القمر فعلا!!
في الحقيقة لطالما كان لدي هذا التساؤل في الصغر “هو القمر بيشمي ورايا ليه”، و في بعض الليالي رفعت رأسي للسماء و سألته بمنتهي الوضوح هذا السؤال ولكني لم اجد اي جواب.
مرت الايام و توالت السنوات و انشغلت بالكثير من الاشياء التي انستني هذا الامر.. و لكن منذ اسبوعين و اثناء عودتي الي المنزل بهرتني السماء بصفائها و بجمالها الشديد، و برز القمر في منتصفها بنوره الابيض النقي محاطاً بنجوم صغيرة لامعة،
و ذكرني هذا بأحد تساؤلات الطفولة٫ والتي بحثت دائما عن سبب مراقبة القمر لي؟؟ فهل كان يحرسني ام كان ينير لي الطريق!!
لم أكذب خبراً و أحضرت الحاسوب لأبحث عن أساس الموضوع..
و بالفعل وجدت ضالتي في موقع (cool cosmos)، و الذي يوفر معلومات وافية عن الكون و كذلك اجابات لأي استفسارات قد تخطر علي بالك في علم الفلك.
فبحثت .. لماذا يتبعني القمر عندما أتحرك؟
وكانت الاجابة علي النحو التالي: يبدو أن القمر يتبعك لأنه بعيد جدًا نسبياً، في حين ان الاشياء الموجودة من حولك علي الارض من منازل و اشجار و سيارات قريبة جدا مقارنة بالقمر.
فلنفترض أنك في سيارة وتنظر من النافذة، ستشاهد الكثير من الحركة في المشهد أثناء مرورك بجانب الأشجار والمباني واللافتات..
ودعنا نقول أنك تمر بسيارتك بجوار منزل ما،،
أولاً، ستري المنزل أمام السيارة، ثم إلى جانبها،، ثم سيصبح المنزل خلفك.
هذه هي الطريقة التي يستطيع بها نظامك البصري أن يعرف أنك تتحرك بجوار هذا المنزل.
علي عكس القمر و النجوم، فهم بعيدون للغاية بعيدون بمسافة تبلغ حوالي ربع مليون ميل (اكثر من 380 الف كيلو متر)، و عندما ننظر اليهم من سيارة متحركة فلا تتوفر لدينا نفس الدلائل التي تُمكن نظامنا البصري لفهم ما يحدث.
فلا نستطيع ان نري تغيير الزاوية من القمر،،
فلا نراه في الامام،، ثم الي الجانب،، ثم في الخلف.
و بالتالي فلا يبدو أنه يتحرك على الإطلاق (مقارنةً بك) ويبدو أنه يتابعك.