الانواع… المضاعفات… و طرق العلاج

ما هو الجذام؟
يُعدّ مرض الجذام، والذي يعرف ايضا بمرض هانسن، من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، فقد وردت نصوص من الحضارات الصينية والمصرية والهندية القديمة تُفيد باكتشاف حالات من مرض الجذام حتى قبل الميلاد. ويحدث مرض الجذام جرّاء الإصابة بعدوى البكتيريا المعروفة علمياً بالفطرية الجذامية (Mycobacterium leprae)، ويتمثل هذا الداء بحدوث التهاب مزمن يؤثر بشكلٍ أساسيّ في الجلد، والأعصاب الطرفية، والطبقة المُبطنة للممرات التنفسية العلوية، وقد يؤدي لاحقاً إلى تدمير هذه الأنسجة وغيرها بشكل دائم. ومن الجدير بالذكر انه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تمّ القضاء علي مرض الجام في أغلب دول العالم بحلول عام 2000، ولكن هذا لا يمنع أنّ هناك بعض الدول النامية، منها مصر، لا تزال تُعاني من حالات تفشّي مرض الجذام.

فترة حضانة مرض الجذام قد تصل لأكثر من عشرون عاماً
تُعرّف فترة حضانة المرض على أنّها الفترة الزمنية التي تمتدّ من لحظة تعرّض الشخص للعامل المُسبّب للعدوى إلى لحظة ظهور الأعراض والعلامات عليه، وبالنسبة لمرض الجذام؛ فحقيقةً تُعتبر البكتيريا الفطرية الجذامية بطيئة النمو، لذلك تأخذ وقتاً طويلاً، قد يصل لأكثر من عشرين عاماً في بعض الحالات، حتى تُسبّب ظهور أعراض وعلامات مرض الجذام، ويمكن القول بشكلٍ عامّ إنّ فترة حضانة مرض الجذام تتراوح ما بين سنتين وعشر سنوات، أي بمعدّل خمس سنوات تقريباً.
و يُعدّ مرض الجذام مرضاً مُعدياً ولكن بشكل طفيف للغاية، إذ قد ينتقل المرض من شخص لآخر عبر إفرازات الأنف والفم، ولكن بعد الاتصال المباشر والمتكرر ولفترة زمنية طويلة مع شخص مريض لم يتلقَّ العلاج، أي يصبح المصاب غير معدي بعد تلقي اول جرعة من العلاج.

كيف يمكن تشخيص مرض الجذام و انواعه؟
يُشخص الطبيب الجذام من خلال فحص جلد المريض، و من ثم يتم اخذ عينة من بقع الجلد المشتبه بها لفحصها مختبرياً وباستخدام الأصبغة المناسبة للكشف عن وجود بكتيريا الجذام. ويصنف الجذام لثلاثة أنواع رئيسية تختلف فيما بينها في عدة أمور، كالأعراض، ومدى تأثيرها في جسم الإنسان، وهي:
اولاً، الجذام الدرني: وهو النوع الأقل خطورة، وغالباً ما يُعاني المصاب بهذا النوع من الجذام من ظهور عدة بقع مسطحة شاحبة اللون على الجلد، غالباً ما يقل عددها عن خمس بقع، كما لا توجد بكتيريا في العينات المأخوذة منها، وتتصف كذلك بأنها لا تثير الحكة، ولكنها قد تُسبّب شعور المريض بالخدر أو التنميل جرّاء إلحاق الضرر بالأعصاب الطرفية الموجودة تحتها، ويمتاز المصابون بهذا النوع من الجذام برد فعل مناعيّ خلويّ قويّ، ممّا يحدّ من خطورة المرض، كما يجعلهم أقل قدرة على نقل العدوى لغيرهم.
ثانيا، الجذام الورمي: وهو نوع خطير من مرض الجذام ينتشر ليؤثر في معظم الجلد والعديد من أعضاء الجسم، مثل الكلى والأنف والخصيتين. ويُسبّب هذا النوع من الجذام ظهور طفح جلدي متعدد الأشكال، كالبثور أو البقع وغيرها، كما يزيد عدد البقع الجلدية في حالات الجذام الورميّ عن ست بقع. وتكون رد فعل مناعة جسم المريض ضعيفة مقارنة بالجذام الدرني، وبذلك يكون الالتهاب شديداً ويكون المريض معدياً بشكل أكبر.
ثالثا، الجذام الحدّي: وتظهر على المريض المصاب بهذا النوع أعراض من كلا النوعين السابقين، وتكون الفرصة مُهيّئة إمّا لتفاقم المرض ودخوله مرحلة الجذام الورمي، وإمّا تحسّن حالة المريض ليُصاب بأعراض مشابهة للجذام الدرني.

هل يوجد علاج للجذام؟
يتم علاج مرض الجذام عادة باستخدام مجموعة من الأدوية، فهو مرض قابل للشفاء، وهناك عدد من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب للسيطرة على حالة المصاب بالجذام، وغالباً ما يلجأ الأطباء إلى استخدام ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية، وذلك إمّا بإعطائها معاً وإمّا بإعطاء اثنين منها في آن واحد، أما هذه المضادات فهي: ريفامبين، ودابسون، وكلوفازيمين. وتُعطى هذه الأدوية بشكل يوميّ لمدة اثني عشر شهراً في حال الإصابة بالجذام الدرني، وتمتد فترة العلاج إلى 24 شهراً في الجذام الورمي. و قد يضطر الاطباء في بعض الاحيان لإعطاء المرضي الستيرويدات، و التي تساعد في الحد من الضرر الذي لحق بالأعصاب.
و يمكن في بعض الاحيان ان يتم اللجوء للخيارات الجراحية، وتقتصر الجراحة على علاج بعض الأضرار الناتجة عن مرض الجذام، مثل تشوهات الأطراف، كما يلجأ الأطباء لبتر بعض أجزاء الجسم عند الضرورة، وكذلك لعلاج الدمامل التي قد تصاحب مرض الجذام.